الفرن الغربى

فى صفوف متداخله يصتف الناس أمام الفرن الغربى. تتلامس أجسادهم فتذوب الملامح وتختلط الأسماء على أصحابها.
فى حرص شديد ترصد أعينهم نافذة التوزيع.الكل فى ترقب.
أفكارهم تدور فى صمت وفى هوينه كسواقى تدار بثور لم ينل وجبه واحده تقابل عمله الدؤوب.
يخرج عامل الفرن وينظر إلينا بأسفل عينيه.مع ثبات الأجسام
تلتفت إليه الرقاب ويفتح اللعاب ألف مجرى فى تلك الأفواه
الجائعه. تخرج الألسنه فى سباق محموم ترشق الهواء بأحرف ونقاط.
تتشابك فتكون لوحة من الفن التشكيلى ليس لها تعبير سوى المعناه.
يصرخ الرجل بغلظه أهدواياهمج ربنا يهدكم ياأوباش.
يتذمر الناس ويزداد هياجهم.
تتوسل إليه إمرأه:إدينى العيش دا مفيش إلا هوا.
يهدده رجل:هاشكيك للى فوق منك. يعقبه آخر ربنا إلّى فوق منه وهو فى إيده الخلاص.
بعد صلاة الفجرأتجول فى شوارع القريه.تسابقنى جماعات الأوز إلى
الترعه الكبيره وبانشراح أستمع لصياح الديوك البلديه فوق العشش الطينيه وهى تجلى الليل عن الفضاء الفسيح.
أدخل الحوش وفى ركن قريب أجلس القرفصاء.
أتابعها بهدوء.تخرج من مخدعها مع الفجر فتغرس يديها البيضاء
المكتظه فى العجين.تفرده على المطرحه الخشبيه ذات الذراع الطويله.فتقذفه فى عين الفرن العلويه وبيدها اليسرى تلقمه
بعيدان الحطب الجافه.
الناس فى هياج مستمر لم يهتموا بهذه التعليقات مازالت ألسنتهم موجهه إلى الرجل تارة سائله وتارة أخرى ثائره.
فقد علموا مسبقا أن الألسنه لا تجلب الحقوق الضائعه.
متى سيظل هذا الواقع لابد أن هناك طريق للخلاص.
أخرج المنديل وأفرده على رأسى .
تصرخ إحدى النساءالطاقه إتفتحت.
كقطيع من الجاموس البرى تتجه الأجساد إلى النافذه وبأياديهم
المرفوعه يلوحون بنقودهم الورقيه.
يسقط المنديل تحت أقدامهم.أهبط برأسى لأحضره فلا أستطيع.
لقد أزداد ضغط أجسادهم ولم تعد هناك مساحه لكى أرفع رأسى.
برقة الملائكه تلمس جبهتى أرفعها بهدوء إلى السماء يصدمنى ضوئها
الذهبى. تنظر إلى عيدان القمح فتسبل تحرك الريح فيفرط حبه
تحتضنه الرواحى فينعم ملمسه يسقيه النيل من مائه فيتفخ
ويقوى بنيانه.تحنوا عليه بدفئها فينشف عوده ويكتسى بسمرة
بلده.
لقد أتى بالخير أطعم الفقير والمسكين ورحم عزيز قوم ذل.

جميييييييييلة جدا
عجبنى الجزء الأخير جدااااااا